(لا صام من صام الأبد) هو الدوام من غير انقطاع، فيدخل فيه العيدان وأيَّام التشريق، كأنه قال: صوم الأبد ليس مقدورًا لأحد؛ لبطلان الصّوم في هذه الأيَّام ويحتمل أن يكون دعاء عليه زجرًا، وأن يكون أخبر عن عدم وقوعه من غير مشقة.
روى في الباب حديث عبد الله، وقد مرّ مرارًا، وفيه زيادة قوله:(اقرأ القرآن في كل شهر قلت: إنِّي أطيق أكثر، فما زال حتَّى قال: في ثلاث) أي: في ثلاث ليال، ولعل ذكر الليالي لأنَّ أكثر التلاوة تكون فيها، أو لأنَّ الليالي غرر الأيَّام، والحديث دلّ على كراهة الختم في أقل من ثلاث، وبه قال أكثر السلف، قال النووي: وكانت للسّلف في ذلك عادات مختلفة؛ منهم من يختم في شهر، ومنهم في عشرين، ومنهم في سبعة، وأكثر ما بلغنا ثمان ختمات في يوم وليلة، ومدار هذا على النشاط، فعليه أن يقرأ ما كان على نشاط، "فإن الله لا يمل حتَّى تملّوا".