الذب -بذال معجمة، وباء مشددة- الدفع، والإنصاف: العدل، مأخوذ من النصف إذ لا عدل فوق المناصفة بأن يكون له ما لأخيه المؤمن.
٥٢٣٠ - (قتيبة) بضم القاف مصغر (عن ابن أبي مليكة) -بضم الميم مصغر- اسمه عبد الله (عن المسور بن مخرمة) بكسر الميم في الأول، وفتحه في الثاني (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يقول: إن بني هشام بن المغيرة) هم إخوة أبي جهل وأولاده (استأذنوا في أن يُنكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب).
فإن قلت: قد سلف في أبواب المناقب أن فاطمة شكت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن عليًّا يريد نكاح ابنة أبي جهل. قلت: لا منافاة يجوز وقوع الأمرين.
فإن قلت: روى الحاكم أن عليًّا استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قلت: قال شيخنا: لعل هذا الاستئذان وقع بعد خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر. قلت: هذا كالمحال، كيف يستأذنه بعد تلك الخطبة والمبالغة، وحمله على أن عليًّا كان غائبا أبعد. فالصواب أنه كان قبل شكوى فاطمة.
(فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن) أي: في الحال، ولا في المآل، ولذلك صح العطف (إنما هي بَضعة مني) -بفتح الباء- أي: قطعة (يريبني ما رابها) أي: يقلقني ما أقلقها. يقال: رابه وأرابة: أزعجه، ومنه: ريب الزمان (ويؤذيني ما آذاها) من عطف الخاص على العام. ولقد أعجب من استدل بهذا الحديث على عدم جواز نكاح الأمة على الحرة إلا بإذنها.