المدينة (نزولًا في بقيع بطحان) قال ابن الأثير: البقيع بفتح الباء كل مكان متسع، ولا يسمى بذلك إلا إذا كان فيه الشجر، أو أصوله، قال: وبطحان بفتح الباء: واد بالمدينة وأكثرهم يضمون الباء؛ ولعله الأصح (فكان يتناوب النبي - صلى الله عليه وسلم - عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم) النفر: جماعة الرّجال خاصة؛ من الثلاثة إلى العشرة (فأعتم بالصلاة حتى ابهارّ الليل) قال الأزهري: أعتم دخل في العتمة وهي الظلام؛ والباء في أعتم بها للمصاحبة ومعنى ابهار الليل: انتصف. قال ابن الأثير: وبهرة كل شيء وسطه (على رسلكم) أي: اتئدوا ولا تعجلوا (أبشروا؛ إنّ من نعم الله عليكم أنه ليس من الناس من صلّى هذه الساعة غيركم) من: تبعيضية؛ أي من بعض نعم الله (فرجعنا ففرحنا) وفي بعضها: "فرحى" جمع فرح، على غير القياس، وفي بعضها:"فرحًا" على أنه مصدر في موضع الحال. اعلم أنه قد اختُلف في أن الأولى تقديم العشاء في أول الوقت أم تأخيرها؛ والجمهور على أنه إن كان منفردًا، أو كان المأمومون يرضون بالتأخير، والأفضل تأخيرها إلى ثلث الليل.
باب ما يكره [من] النوم قبل العشاء
٥٦٨ - (محمد) كذا وقع غير منسوب قال الغساني: نسبه ابن السكن محمد بن سلام، وقد صرّح به البخاري في باب الأضاحي أيضًا. وقال أبو نصر: يروي البخاري عن محمد بن سلام، وعن محمد بن المثنى ومحمد بن عبد الله بن حوشب؛ كل هؤلاء عن عبد الوهّاب