للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١ - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا)

٧٣١٣ - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - يَقُولُ لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ) قَالَ «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ». (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) قَالَ «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ». فَلَمَّا نَزَلَتْ (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قَالَ «هَاتَانِ أَهْوَنُ أَوْ أَيْسَرُ». طرفه ٤٦٢٨

١٢ - باب مَنْ شَبَّهَ أَصْلاً مَعْلُومًا بِأَصْلٍ مُبَيَّنٍ قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ حُكْمَهُمَا، لِيُفْهِمَ السَّائِلَ

ــ

وفق للعمل على أن فيه أيضًا نظرًا. قال تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة: ٢٦٩] والحكمة العلم المتبوع بالعمل.

باب قول الله تعالى: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} [لأنعام: ٦٥]

يقال: لبس يلبس بفتح اللام والباء في الماضي، وكسرها في المضارع إذا خلط، والشيع جمع شيعة من الشائعة، وهي المتابعة، أي: يجعلكم فرقًا مختلفة كل فرقة تتبع أمرًا، وهذا هو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سألت الله أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني".

٧٣١٣ - ({عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]) كإمطار الحجارة على قوم لوط ({أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]) كالخسف بقارون وشداد {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [لأنعام: ٦٥]) بالقتل والإبادة.

باب من شبه أصلًا معلومًا بأصل مبين

هذا تعريف القياس، وغرضه أن يقاس فرع بأصل لاشتراكهما في العلة المذكورة في الأصل، وإنما عبر عن الفرع بالأصل لأنه في ذاته أصل، أي: حكم من الأحكام.

فإن قلت: إذا كان معلولًا فأي حاجة إلى القياس؟ قلت: معلوم في حد ذاته لا من حيث الحكم، وإليه أشار بقوله: بأصل مبين، أي: بين حكمه بعلته، قيل: لو قال: أمر معلوم لوافق اصطلاح أهل القياس. قلت: ليس في عبارة القوم ما قاله. قال ابن الحاجب:

<<  <  ج: ص:  >  >>