للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٩٩ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْىٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْىِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِى، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْىِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ». قُلْنَا لَا وَهْىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ. فَقَالَ «اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».

١٩ - باب جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ

٦٠٠٠ - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ

ــ

٥٩٩٩ - (ابن أبي مريم) اسمه سعيد (أبو غسان) -بفتح المعجمة وتشديد المهملة- محمد بن مطرف (رأى امرأة تحلب ثديها) أي: تسيل الحليب منه على وزن تكسر بالتشديد، وفي رواية: "تحلب" بفتح التاء وضم اللام على وزن تنصر (الله أرحم بعباده من هذه بولدها) أي: عباده المؤمنين لقوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣)} [الأحزاب: ٤٣] ويجوز حمله على العموم ولذلك أرسل الرسل وبين الشرائع، واللام في الله مفتوحة جواب قسم، وفي رواية الإسماعيلي "والله الله أرحم بعباده منها" وفي رواية أنها وجدت صبيًّا فالتزمته على بطنها، وفي أخرى: "كلما وجدت".

باب جعل الله الرحمه [في] مئة جزء

٦٠٠٠ - هذه الترجمة بعض حديث الباب، وتمامه: (فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل من السماء في الأرض جزءًا واحدًا) الرحمة لغة: رقة القلب، والمراد لازمها وهو إيصال الخبر والبر، والمراد بالإنزال خلقها في أهل الأرض؛ لأن الأعراض لا تقبل الانتقال، والمراد بالخلق: التقدير، والمراد بيان سعة رحمته لا الحصر في المئة، وإنما صور الكلام تفهيمًا لتلك الرحمة الواسعة، يدل عليه ما في رواية مسلم: "كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض". وما يقال: توجيه خصوصية هذا العدد -أعني: المائة- بأن درجات

<<  <  ج: ص:  >  >>