٥٩٩٧ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْحَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِىُّ جَالِسًا. فَقَالَ الأَقْرَعُ إِنَّ لِى عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».
٥٩٩٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».
ــ
وسياق الحديث يأباه (فأحسنَ إليهن) بالرعاية في التأديب والبر (كن له سترًا من النار) أي: حجابًا، وذلك لأن النفوس تنفر منهن، ولعجزهن عن القيام بحالهن في الأكثر.
٥٩٩٧ - (الأقرع بن حابس) بفتح الهمزة والراء، أحد المؤلفة قلوبهم، وفيه وقومه نزل قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}[الحجرات: ٤](إن لي من الولد عشرة ما قَبَّلت منهم أحدًا) فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:(من لا يرحم [لايرحم]) يروى بفتح الياء في الأول وبالضم في الثاني على بناء المجهول في الفعلين على الإخبار، وبالجزم على أن عن شرطية، وإنما عمم في الرد عليه لئلا يواجه بما يكره.
٥٩٩٨ - (جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -) الأعراب سكان البوادي، وهذا الأعرابي يحتمل أن يكون الأقرع بن حابس, وأن يكون غيره (فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقيلهم، فقال: أوَ أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) الهمزة داخلة على مقدر أي: القول هذا، وفي رواية مسلم "وأملك" بدون الهمزة ولا بد من تقديرها؛ لأن المعنى على الاستفهام الإنكاري.