(ثلاثة لا يكلمهم الله) أي: كلام اللطف والرِّضا؛ لقوله:{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[الحجر: ٩٢](ولا ينظر إليهم) نظر الرحمة (ولا يزكيهم) ولا يثني عليهم؛ كما أثنى على المتقين (رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابن السبيل) وغيره من أهل الحاجة، وقيده بالفضل لأنه إذا كان محتاجًا إليه لا يدخل في هذا الوعيد (ورجلٌ ساوم رجلًا بعد العصر) قال ابن الأثير: المساومة: المجاذبة بين البائع والمشتري، والحديث مع شرحه سلف في أبواب الشرب، أشرنا هناك إلى أن قيد "بعد العصر" لأنّه آخر النهار، فالإنسان يرغب في الكسب أكثر؛ لأنه وقت الإنفاق على العيال، والله أعلم. وقيل: لأنه وقت شهود الملائكة ونقض بالصبح، فإنه شاركه في ذلك. قلت: وكذا شاركه، لما تقدم في أن الله يسأل الملائكة الذين باتوا "كيف تركتم عبادي"، والحق أن لا نقض بالصبح؛ لأنّ الكلام في اليمين الكاذبة من الجهل، ولا يقع ذلك في وقت الصبح في المتعارف.