للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَقَدْ أَتَى عَلَىَّ زَمَانٌ، وَلَا أُبَالِى أَيُّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَىَّ الإِسْلَامُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَىَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلَاّ فُلَانًا وَفُلَانًا». طرفه ٦٤٩٧

١٤ - باب التَّعَرُّبِ فِي الْفِتْنَةِ

٧٠٨٧ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَقَالَ يَا ابْنَ الأَكْوَعِ ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ تَعَرَّبْتَ قَالَ لَا وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَذِنَ لِى فِي الْبَدْوِ. وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ قَالَ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ إِلَى الرَّبَذَةِ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ، فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ.

ــ

أي: مرتفعًا من نبرت الشيء رفعته (ولقد أتى عليّ زمان ولا أبالي أيكم بايعت) حمله بعضهم على بيعة الخليفة وليس كذلك؛ لأن قوله: (لئن كان مسلمًا رده علي الإسلام وإن كان نصرانيًّا رده علي ساعيه) أي الوالي عليه، صريح في أنه أراد المعاملة وما يتعلق بها، وهذا إخبار عما كان في عصر أبي بكر وعمر وأوائل عثمان قبل ظهور البدع، وقوله: (وأما اليوم فلا أبايع إلا فلانًا) قاله في آخر عمره فإن حذيفة مات بعد مقتل عثمان بقليل سنة ست وثلاثين، وكان قد بايع عليًّا، وكان يحث على نصره والقيام معه إلا أنه مات سريعًا.

باب التعرُّب في الفتنة

بالراء المهملة يقال: تعرب أي: صار أعرابيًّا، ورواه صاحب المطالع بالزاي المعجمة من العزوبة والمعنى واحد هنا، فإنه أراد البعد عن المدن.

٧٠٨٧ - (سلمة بن الأكوع) هو سلمة بن عمرو بن الأكوع، وأكوع لقب، واسمه سنان من خيار الصحابة، من أسلم (دخل على الحجاج) حين قدم المدينة لما نزل الحجاج (فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت) قيل: أشار بلفظ ارتددت إلى حديث رواه النسائي "لعن الله آكل الربا ومؤكله ومنه ما ارتد بعد الهجرة أعرابيًّا" وأنا أقول: لعن الله الحجاج حيث خاطب مثل سلمة بهذا الخطاب ولم يسأله عن سبب مفارقته مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسلمة هذا قد سلف في صلح الحديبية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بايع الناس مرة مرة وبايع سلمة ثلاث مرات، كل ذلك تلطفًا معه، وإنما خرج [حين] مقتل عثمان فرارًا من الفتنة وكان أذن

<<  <  ج: ص:  >  >>