قيل: كان حج أبي بكر في ذي القعدة على دأب المشركين. وقد أشرنا في أبواب الحج إلى فساد هذا القول، كيف وفي حجه نزل صدر سورة براءة، ومنه قوله تعالى:{وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}[التوبة: ٣] وهو حج أبي بكر، وإنما التبس عليهم بأن المشركين كانوا مع المسلمين في تلك الحجة. وكنت أستدل بالآية على بطلان ما قالوا، ثمَّ وقعت على كلام شيخنا فرأيته نقل عن المحققين الثقات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من تبوك أقام رمضان وشوال وذا القعدة، ثمَّ بعث أبا بكر أميرًا على الحج، وهذا هو المعتمد؛ لأنه لا يمكن تأويله بوجه.
٤٣٦٣ - (أبو الربيع) ضد الخريف (فليح) بضم الفاء مصغَّر.
٤٣٦٤ - (رجاء) بفتح الراء والمد (آخر سورة نزلت سورة براءة) فيه منع ظاهر، وذلك أن صدر السورة نزل فيه، وأما ما عداه فإنَّه نزل في غزوة تبوك حين تخلف عنه المنافقون (وآخر آية نزلت آخر سورة النساء) كذا في جميع النسخ. وقد وقع لبعض