قد تقدم أن الحياء يُمَدُّ ويقصر، وهو أمر وُجداني إنه ينبه عليه بأنه انقباض النفس مخافةَ المذمة واللوم في العاقبة، وقد تقدم على ذلك الكلام مستوفى في باب الحياء من الإيمان.
(وقال مجاهد: لا يتعلمُ العلم مستحيٍ ولا مستكبر) لفظُ مستَحي بالياء، ويُروى بدونه، وكلام مجاهد ظاهر مشاهد وكم ترى من مستغرق في الجهل حياءً من أن يقال في شأنه: لا يعلم لو تلمذ، وكم من جاهل يقول: أنا ابن فلان كيف أتلمذ للناس (نعم النساء نساء الأنصار) كذا في الروايات: نعم، بدون التاء، ووجودها أَوْلى لأن هذا اللفظ وإن كان لفظ الجمع، إلا أنه لا فاصلة بين الفعل وبينه.
١٣٠ - (محمد بن سَلَام) بتخفيف على الأشهر (أبو معاوية) محمد [بن] خازم -بالخاء المعجمة وزاي كذلك- الضريرُ (عن زينب بنت أبي سَلمَة) بفتح اللام والسين (عبد الله بن عبد الله) الأسدي، هو أخو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضاعًا، أولُ من هاجَرَ إلى الله (عن أم سَلَمة) زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنت أبي أمية، واسمُها هند (جاءت أمُ سلَيم) -بضم السين على وزن المصغر- بنت ملحان الأنصارية النجارية، واسمُها سهلة. وقيل: رُمَيْلة أو رُمَيْثة أو مُليْكة أو أُنَيْقة. الأربعة على وزن المصغر. ويقال لها: الغُميْصاء بالغين المعجمة والصاد المهملة، ورُمَيْصاء -بالراء المهملة وصاد كذلك- أم أنس بن مالك، ومحلُّها من الدين والشجاعة معروف يوم حُنين، لما انهزم المسلمون ثبتتْ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت حاملةً، وهي متم، وبيدها خنجر.