باب قوله:{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ}[الأنفال: ٣٢]
(قال ابن عيينة: ما سمى الله في القرآن مطرًا إلا عذابًا) نصب على الحال، أي: حال كونه عذابًا، أورد عليه قوله تعالى:{إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذى مِنْ مَطَرٍ}[النساء: ١٠٢] وليس بوارد؛ لأن كونه أذىً كافٍ في تسمية العذاب.
٤٦٤٨ - (أحمد) كذا وقع غير منسوب، قال الغساني: نسبه الحاكم حديث أحمد بن نصر النيسابوري (عن عبد الحميد هو ابن كرديد) بكسر الكاف وسكون الراء، هو ابن دينار البصري، وهذا لقبه (قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) قال الواقدي: الأكثرون عدى أن القائل النضر بن الحارث، وكذا في "الكشاف". قلت: لا ينافي لجواز صدوره عن كل منهما.
حكي أن رجلًا من اليمن دخل على معاوية، فقال معاوية: ما سمعنا بأقل عقلًا من أهل يمن، ولّوا عليهم امرأة، يريد بلقيس، فقال الرجل: أقل عقلًا منهم قومك حين قالوا: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة){كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}[الأنفال: ٣٣] كان الواجب أن يقولوا إن كان حقًّا فاهدنا إليه ({وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الأنفال: ٣٣]) فإن جار الكريم بكريم، فلما خرج مهاجرًا قال الله: {وَمَا كَانَ اللَّه