للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ حَدَّثَنَا هِلَالٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ «أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ أَوَ لَسْتَ فِيمَا شِئْتَ. قَالَ بَلَى وَلَكِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ. فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَىْءٌ». فَقَالَ الأَعْرَابِىُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَجِدُ هَذَا إِلَاّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. طرفه ٢٣٤٨

٣٩ - باب ذِكْرِ اللَّهِ بِالأَمْرِ وَذِكْرِ الْعِبَادِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالرِّسَالَةِ وَالإِبْلَاغِ

لِقَوْلِهِ تَعَالَى (فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ) (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ

ــ

٧٥١٩ - وحديث أبي هريرة (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحدث وعنده رجل من أهل البادية) الحديث سلف في المناقب، وموضع الدلالة قوله: (فيقول الله: دونك بن آدم لأنه لا يشبعك شيء) كناية عن الحرص كقوله: "لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب"، فلا يعارض قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨)} [طه: ١١٨]. وما يقال: نفي الجوع لا يوجب الشبع لأن الكفاية واسطة بينهما، مع ركاكته يلزم منه أن أهل الجنة لا يشبعون قط، بل يقتصرون على قدر الكفاية. والتحقيق أن الجنة لا جوع فيها ولا شبع لأن الجوع ألمٌ ولا ألمَ في الجنة حتى يحتاج إلى دفعه، وما يتناوله أهل الجنة من الأكل والشراب ليس لدفع العطش والجوع بل كل ذلك على سبيل التلذذ والتفكه، ولذلك قال المحققون: إن نعم الجنة لا تشارك نعم الدنيا إلا في الاسم.

باب ذكر الله بالأمر وذكر العباد بالدعاء والتضرع والرسالة والإبلاغ

أراد الباب في هذا الإشارة إلى أن الله قد ذكر عباده بالأمر بالطاعة وتبليغ رسالته

<<  <  ج: ص:  >  >>