سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
باب الأرواح جنود مجندة
٣٣٣٦ - هذه الترجمة بعض الأحاديث الذي بعده، قال ابن الأثير: معناه جنود مجتمعة، كقولهم: ألوف مؤلفة، قلت: هذا يدلُّ على الكثرة، كما في المثل الذي مثل به، وقال: معنى قوله (ما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف) الحديث إن أهل السعادة يحبون أهل السعادة، وكذلك أهل الشقاوة، وهذا الذي قال ليس ظاهرًا من الحديث، بل المعنى: أن الأرواح حين خُلِقت تعارف بعضها مع بعض، ففي الدنيا أيضًا كذلك، من لم يتعارف هناك لا معرفة في الدنيا بينهم، ولذلك ترى الإنسان يحبُّ بعض أولاده دون بعض، وإن كان الذي لا يحبه أتقى وأصلح، وفي الحديث دلالة على خلق الأرواح قبل الأجساد، وأنها أجساد لطيفة ذات عقل ونطق، كما هو مذهب أهل الحق.
باب قوله الله تعالى:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}[هود: ٢٥]
({بَادِيَ الرَّأْيِ}[هود: ٢٧] ما ظهر لنا) هذا المقول عن ابن عباس خلاف الظاهر، وذلك أن هذا قول كفار قوم نوح، وأرادوا به القدح في الذين آمنوا به، وتحقيقه: أن بادئ قرئ بالهمزة وبالياء في السبع، فالمعنى على الأول: أن الذين آمنوا بك في أول رأيهم، من غير تأمل ومشورة، وعلى الثاني: أنهم اتبعوك فيما ظهر لهم من الرأي الفاسد (وقال عكرمة: وجه الأرض) تفسير للتنور {الْجُودِيِّ}[هود: ٤٤] جبل بالجزيرة) فيه تسامح، هو بقرب