كانت هذه الغزوة سنة سبع، وقيل: ثمان. قال البخاري: كانت إلى لخم وجذام، ونقل عن ابن إسحاق أنها كانت إلى بلي وعذرة، قال ابن هشام: إنما أمَّر على الجيش عمرو بن العاص؛ لأنَّ أمه كانت من بلي فيستألفهم، وكان الغرض أن يستنفر العرب إلى الشام فلما بلغ ما يسمى سلسل بضم السين. ولذلك قيل لتلك الغزوة: ذات السلاسل، وقيل: لأنهم رابطوا فيها الأسرى في السلاسل، وعن الأزهري: السلاسل جبل بالدهناء. وقيل: لأنَّ المشركين كانوا قد ارتبطوا بعضهم ببعض لكيلا يفروا، فأرسل عمرو يستمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمده بجيش فيهم أبو بكر وعمر والأمير عليهم أبو عبيدة، فلما تلاقوا قال عمرو: أنا الأمير وأنتم مدد؟ وقال أبو عبيدة: أنا أمير جيشي وأنت أمير جيشك فتقاولا فقال أبو عبيدة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تختلفا وإن لم توافقنا وافقتك وصلَّى عمرو بالناس.
٤٣٥٨ - (إسحاق): كذا وقع غير منسوب واتفقوا على أنَّه إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي، يروي أن خالد بن عبد الله الطحان.
فإن قلت: قول أبي عثمان: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص على جيش، حديث مرسل قلت: قول أبي عثمان في آخر الحديث: إن عمرًا قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحب الناس إليك؟ أخرجه عن الإرسال لأنَّ أبا عثمان له رواية عن عمرو.