١١ - باب ذِكْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضى الله عنه
ــ
٣٧٠٩ - (أن ابن عمر كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين) روى ابن عبد البر عن سالم بن أبي الجعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى جعفرًا في نومه وله جناحان مضرجًا بالدم، وروي أيضًا عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"دخلت البارحة الجنة فإذا جعفر يطير مع الملائكة" فهذا كان معنى قول ابن عمر: السلام عليك يابن ذي الجناحين.
ذكر العباس أبو الفضل
كان أسن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسنتين، وقيل بثلاث، أمه: نُتَيلة -بضم النون بعده تاء مثناة فوق، ويقال: نتلة بفتح النون أيضًا، مصغرًا ومكبرًا- بنت خباب بن نمير بن قاسط، قال ابن عبد البر: وهي أول عربية كست البيت الحرام بالحرير والديباج، وذلك أن عباسًا ضلّ وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، وكان في الجاهلية رئيسًا مطاعًا، إليه سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام، وكان قد أسلم قبل بدر، وأراد أن يقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه أن إقامتك خير لنا، فإنه كان يخبره بأخبار المشركين، ولما أُسر يوم بدر قال إنما جئت مكرهًا، فلم يقبل منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال: إنما نحكم بالظاهر، فلما أُسر شدوا وثاقه، فسهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة، فقال له في ذلك بعض أصحابه، فقال: أسمع أنين العباس فذهب الرجل، فأرخى وثاقه، فقال: ما لي لا أسمع أنينه، فقال الرجل: أنا أرْخَيْتَ عنه، فقال: فأرْخِ عن الأسرى كلهم، وكان جميلًا جوادًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "عباس أجود قريش وأوصلها رحمًا".