بطن من همدان، وهو أبو عمرو عبد الرحمن بن عُمر الدمشقي، قال أبو إسحاق في "الطبقات": أفتى وعمره ثلاث عشرة سنة. ورُوي أنه لما حج استقبله الثوري، وأخذ بخطام جمله يقوده وهو يقول: طرقوا للشيخ. فضائله لا تُعَدُّ، مات في الحمام قفل عليه الحمامي ثم جاء فوجده ميتًا. وشرحُ الحديث قد تقدم عن قريب في باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر، وإنما أعاده لأنه هناك أثبت أن السفر في البحر جائز، فعله الرسول المكرَّم موسى ابن عمران، وهنا لإثبات أن الخروج في طلب العلم -وإن كانت مسألة واحدة- تتحمل لها المشقة ويقطع في طلبها من كل شقة. وسيعيد البخاريُّ الحديثَ في مواضع شتى لاستنباط أحكام أُخَر، وسنُشير إلى كل واحد في موضعه إن شاء الله تعالى. وفي حديث جابر فائدتان فائقتان الأولى: شرفُ العلم وعِظَمه، والثانية: شرف علوّ السند؛ فإنه علم المسألة من الثقات، ولكن غرضه أن يسمع من الأصل.
باب: فضل مَنْ عَلِمَ وعَلَّم
٧٩ - (محمد بن العلاء) بالمد (حَمَّاد بن أسامة) بتشديد الميم (عن بُريد بن عبد الله)