٦٦١١ - (عبدان) على وزن شعبان (ما استخلف خليفه إلا وله بطانتان) -بكسر النون- بطانة الرجل: صاحب سره الذي يخفيه من غيره، وهو المعبر عنه بالوزير في زماننا، والأمر كما أشار إليه، فإن أحد الوزيرين دائمًا يكون مذكورًا بالخير مذكور بمن هو في خدمته، مرشدًا إلى أبواب البر والأجر (وتحضه [عليه] والمعصوم من عصم الله).
فإن قلت: كيف دل على هذا القدر؟ قلت: معناه أن من قدر له السعادة بحفظ الله من تأثير وسوسته، ذلك .. إذ لا شيء هناك يتصور مانعًا من غيره.
يشير إلى أن المقدر عليه في الأزل بالإهلاك لا بد من إهلاكه، والقطع بعدم إمكان رجوعه إلى الحق؛ لأن ما في علم الله لا يبدل، وعبر عنه بالحرام مبالغة، كأن عليه إثمًا في العود إلى طريق الصواب، ولا زائدة توكيدًا، وقرئ: إنهم، بالكسر فلا على أصله، والمعنى: حرام عليهم الإيمان والسعي المشكور، ثم استأنف تعليلًا بقوله:{أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}، {لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ}[هود: ٣٦] إشارة إلى ما في علمه في الأزل، إذ لو كان الأمر آنفًا لجاز حدوث الإرادة به إلى تعلقها لوجوده من غير مانع ({وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}[نوح: ٢٧]).
فإن قلت: هذا كلام نوح في حق قومه بناء على ما جربهم به، فأي دلالة على القدر؟ قلت: قدره الله، وحكاه عنه بناء على أن نوحًا علم أن هؤلاء وكتب عليهم الشقاء، فلا يمكن منهم الإيمان، ولذلك قال بعد:{لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[نوح: ٢٦] وإنما أورد