وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَّمَنِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - التَّشَهُّدَ، وَكَفِّى بَيْنَ كَفَّيْهِ. وَقَالَ كَعْبُ بْنُ
ــ
أن الحديث الذي تقدم:"لا يقل أحدكم سيِّدي" ليس من هذا النمط، بل ذاك في مقابلة العبد، وهو في معنى الفاضل، ألا ترى إلى الرواية الأخرى:"أو خيركم" وفي الحديث دلالة على استحباب القيام لأهل الفضل والنهي الذي ورد فيه محمول على أن يجلس وحوله النَّاس قيام كما يفعله ملوك الزمان.
فإن قلت: روى الترمذي عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره القيام له. قلت: أجاب النوويُّ بأنَّه كره لخوف الفتنة كما قال في الحديث الآخر: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم" والتي تقطع مادة الشبهة ما رواه أبو داود وغيره أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى فاطمة قام إليها وقبَّلها وأخذ بيدها ويجلسها مكانه.
(أن تقتل مُقَاتِلَتُهم) أي: الطائفة التي من شأنها القتال (وذراريهم) النساء والأطفال.
(حكمت بحكم المِلك) بكسر اللام، هو الله، وبفتح اللام جبريل فإنَّه الآتي بالأحكام، أُسند إليه مجازًا (قال أبو عبد الله: أفهمني بعض أصحابي عن أبي الوليد من قول أبي سعيد: إلى حكمك) قال شيخنا: صاحب البخاري الذي أشار إليه الظاهر أنَّه محمد بن سعد كاتب الواقدي ومعنى كلامه الحديث "إلى حكمك" كلّه في كلام أبى سعيد، وقيل: أشار إلى أنَّ البخاري سمع من أبى الوليد بلفظ: إلى بَدَل على. والظاهر هو الأول.
باب المصافحة
تعليق ابن مسعود:(علَّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهُّد وكَفِّي بين كفَّيه) سلف في أبواب