للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١ - باب صَبِّ الْمَاءِ عَلَى الْبَوْلِ فِي الْمَسْجِدِ

٢٢٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ أَعْرَابِىٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ». طرفه ٦١٢٨

ــ

قطعوا البول عليه قام وتلوث ثوبه وبدنه، وربما أصاب بوله مواضع أُخَر من المسجد، وإذا أزعجوه وهو أعرابي جِلْفٌ ينفر عن الإسلام، ولهذا جاء في رواية مسلم أنه لمّا فَرَغ من بوله دعاه وقال: "إن هذه المساجد لا تَصْلُحُ لشيء من هذه الأبوال والقذر، إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن". ويذكر زيادةً على هذا في الباب بعده.

باب: صب الماء على البول في المسجد

٢٢٠ - (أبو اليمان) -بتخفيف النون- الحكم بن نافع (عُبيد الله بن عبد الله) الأول مصغر والثاني مكبَّر (أنَّ أعرابيًّا بال في المسجد فتناوله الناس) أي: سبوه، من النَوْل وهو العطاء؛ كأنهم أعطوه ما كان يستحقه من اللوم على ما فعل.

(دعوه وهريقوا على بوله سجلًا من ماء) بفتح الهاء أي: أريقوا. الهاء بدلٌ عن الهمزة، ويروى: "وأهريقوا" بالهمزة والهاء، وقد سَبَق توجيه ذلك في قوله: "صبُّوا عليَّ من سبع قِرَب"، قال الجوهري: السجل هو الدلو الذي فيه الماء، قليل أو كثير ولفظه مذكر. والذَنُوب بفتح الذال المعجمة الدلو الملأى، ولفظه يذكر ويؤنث. قال ابنُ الأثير: السجل: الدلو الملأى والذَنُوب: الدلو العظيمة بشرط أن يكون فيها ماء، وما في الحديث بقول ابن الأثير أوفق، وذلك أنه لما قال: "سجلًا" استدرك، لئلا يتوهم أن طهارة المكان تتوقف على كون الدلو الملأى، وقيّده بالماء لأن سائر المائعات لا تقوم مقامه.

(إنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعَثوا مُعَسرين) المبعوث حقيقة هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن أمته مأمورون بالتبليغ، فكأنهم مبعوثون أيضًا، ونظير هذا قوله: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: ١٥٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>