يؤذن للأولى ويقيم لكل واحدة؛ لما رواه مسلم من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جابر، وقال أبو حنيفة: يصلي بالمزدلفة بأذان وإقامة للصلاتين، وأما الظهر والعصر في عرفات بأذان واحد وإقامتين، قال في الهداية: وذلك للنقل المستفيض.
فإن قلت: فما الجواب لهم عن هذا الحديث؟ قلت: عبد الله لم يروه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد سلف من رواية ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى المغرب والعشاء بجمع كل واحدة بإقامة، ولو كان هناك أذان لكل واحدة لم يكن يترك ذكره.
فإن قلت: كلام ابن مسعود: صلاتان تحولان يدل على أن لا جمع في غيرهما. قلت: لا دلالة فيه، ولو سلم كان من قبل المفهوم، وأجمعوا على أنَّه جمع الظهر والعصر في عرفات.
باب من قدم ضعفة أهله فيقفون بالمزدلفة ويدعون ويقدِّم إذا غاب القمر
الضَّعَفَة -بثلاث فتحات- جمع ضعيف؛ والمراد به النساء والصبيان.
١٦٧٦ - (وكان عبد الله بن عمر يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام بليل) قال الجوهري: المشاعر: المناسك، والمشعر الحرام واحد منها، وذكروا في أسماء الأماكن أن اسم المشعر قُزَح بضم القاف وزاي معجمة (فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر) أي: لوقتها؛ أي: في وقتها، اللام فيه للتوقيت، كقوله تعالى:{أَقِمِ الْصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الْشَّمْسِ}[الإسراء: ٧٨].