٧٤٠٤ - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
ــ
باب قوله تعالى:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران: ٢٨]
أي عقابه، والتعبير بالنفس مبالغة في الإنذار. قال الراغب: نفسه ذاته، وهذا وإن كان مغايرًا بحسب الظاهر لكونه مضافًا إليه إلا أنه ليس سوى، الواحد تعالى. قلت: تحقيقه أن المغايرة الاعتبارية كافية في صحة الإضافة. قال المرتضى المحقق السيد الجرجاني في قوله تعالى:{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}[البقرة: ٩]-بعد قول "الكشاف" يكذبون مع أنفسهم وأنفسهم أيضًا تمنيهم- إن المغايرة الاعتبارية كافية في مثله، ألا ترى إلى قولك فلان يؤامر نفسه إذا كان مترددًا بين فعل الشيء وعدمه.
٧٤٠٣ - (غياث) بكسر المعجمة آخره ثاء مثلثة (ما أحد أَغُيَرُ من الله) الغيرة: الأنفة والحمية (وما أحد أحب إليه المدح من الله) الأحب اسم تفضيل بمعنى المفعول، أي أشد محبوبيةً.
قال بعض الشارحين: فإن قلت: ليس في الحديث ذكر النفس، قلت: لعله اعتبر: أحد، مكان النفس فإنهما متلازمان، وهذا غلط منه؛ لأن الكلام مسوق لجواز إطلاق لفظ النفس عليه ردًّا على من يقول بعدم جوازه، فأي فائدة في هذا؟ أو كيف يصح الاكتفاء به؟ والجواب أنا أشرنا كم مرة على أن دأب البخاري الاستدلال بما فيه خفاء واختصار يفحص على طرق الحديث ليوقف عليه زيادةً للفائدة وقد روى في سورة الأعراف:"ولا أحد أحب إليه المدح من الله" ولذلك مدح نفسه فهذا يدل على ما ترجم.
٧٤٠٤ - (عبدان) على وزن شعبان (أبو حمزة) محمد بن ميمون روى عن أبي هريرة