٣٨٢٩ - حَدَّثَنِى مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنِى ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَبَّاسٌ
ــ
(ترعرعت) براء وعين مهملتين، أي نشأت وكبرت، روى ابن سعد في "الطبقات"، والطبراني أن عامر بن ربيعة لقي زيدًا، فأوصاه زيد بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيبعث، فإن أدركته فأسرع إليه.
باب بنيان الكعبة
بنيت الكعبة الشريفة خمس مرات، أول من بناها الملائكة، ثم بناها إبراهيم خليل الله، ثم في الجاهلية فإنها احترقت، ثم ابن الزبير أسس على قواعد إبراهيم، ثم الحجاج أعادها كما كانت في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قلت: قد سلف أن أول من بنى البيت آدم عليه السلام. قلت: الذي تقدم هو بناء المسجد الحرام، ولو صح أنه بنى البيت لعله كان بمشاركة الملائكة والأول هو المعتمد لما في الأخبار أن آدم حج من سرنديب إلى البيت سبع مرات.
وكان بناء الجاهلية سنة خمس وعشرين من عام الفيل، وعمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ذاك أيضًا خمس وعشرون، وفي ذلك العام تزوج خديجة. ولما رفعوا الجدار إلى موضع الحجر اختلفوا في وضع الحجر، وبلغ الأمر إلى أن تداعوا إلى السلاح، ثم وقع الاتفاق على أن أول داخل من هذا الباب يكون حكمًا بينهما، حكم لا يتجاوز عنه، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان بينهم يدعى بالأمين لفرط أمانته وديانته عندهم، والصدق في الأحوال حتى واعده إنسان أن يأتيه سريعًا ولا يبرح عن مكانه حتى يأتيه فأقام يومًا وليلة حتى وافاه، ولما حكموه ألهمه الله أمرًا رشيدًا، فقال ائتوني بثوب فجاؤوا به فقال: ضعوا الحجر فيه فلما وضعوه قال: لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب فأخذوا فلما ساوى الحجر المكان من الركن أخذه بيده فوضعه في موضعه، ففاز بالوضع دون الكل، وأصلح الله ببركته بين الطوائف، هكذا تكون مقدمات النبوة، وتباشير صبح الرسالة على الموصوف بها أفضل الصلوات وأكمل التسليمات.
٣٨٢٩ - وحديث الباب هنا (أن الكعبة المعظمة لما بنيت ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعباس