٢٣٠٥ - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - سِنٌّ مِنَ الإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ «أَعْطُوهُ». فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَاّ سِنًّا فَوْقَهَا. فَقَالَ «أَعْطُوهُ». فَقَالَ أَوْفَيْتَنِى أَوْفَى اللَّهُ بِكَ. قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً». أطرافه ٢٣٠٦، ٢٣٩٠، ٢٣٩٢، ٢٣٩٣، ٢٤٠١، ٢٦٠٦، ٢٦٠٩
ــ
باب وكالة الشاهد والغائب جائزة
(وكتب عبد الله بن عمر إلى قهرمانه، وهو غائب عنه: أن يزكي عن أهله) قهرمان -بفتح القاف، وسكون الهاء- قال ابن الأثير: لفظ فارسي، ومعناه: الوكيل القائم بالأمر.
٢٣٠٥ - (أبو نعيم) بضم النُّون، مصغر (كان لرجل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنٌّ من الإبل) أي: بعير، قال الجوهري: قد يعبر عن العمر بالسن؛ لأنّ الأسنان تدل على كمية عمر الحيوان (فجاءه يتقاضاه) أي: يطلب قضاءه (فلم يجد له إلَّا سنًّا فوقها) أي: أحسن من حقه، أو أكبر، وهذا أرجح؛ لما جاء في الرواية الأخرى:"استلف بكرًا وأعطى بازلًا"(فقال: أعطوه) أي: ما فوق سنة (فقال: أوفى الله بك) أي: أعطيتني حقي وافيًا أوفى الله بك، حذف المفعول ليدل على العموم؛ أي: كل ما تريد، قال الجوهري: يقال: وفيته ووفيته وأوفيت به، بمعنى واحد (قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: إن خياركم أحسنكم قضاء) وفي رواية: "أحاسنكم" لأن التفضيل إذا أضيف يجوز فيه الإفراد والمطابقة؛ قال تعالى:{أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا}[الأنعام: ١٢٣] وقال: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}[البقرة: ٩٦].
وفي هذا الكلام ترغيب في حسن المعاملة، وفي الحديث دلالة على جواز قرض