وَيُذْكَرُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «يَزُرُّهُ وَلَوْ بِشَوْكَةٍ».
ــ
جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [النساء: ١٥٨] دفع توهم الجناح.
فإن قلت: ما فائدة التكرير في قولها ركعتين؟ قلت: معناه في كل صلاة لئلا يتوهم أن الفرض كل يوم وليلة ركعتان.
وقال بعضهم: فإن قلت: بم انتصب قوله ركعتين؟ قلت: بالحالية، ثم قال: فإن قلت: ما حكم لفظ ركعتين الثاني؟ قلت: هو تكرار اللفظ، وهما بالحقيقة عبارة عن كلمة واحدة نحو المز القائم مقام الحلو الحامض، وهذا غلط؛ لأن الحلو الحامض شيء واحد هو المز المركب منهما، وأين هذا من ذاك؟! بل نظيره من التوزيع قولك الجماعة: خذوا من هذه الدراهم درهمين.
باب وجوب الصلاة في الثياب
كان ظاهر العبارات وجوب الثياب في الصلاة إلَّا أنَّه أوقع الثياب حالًا، فالمعنى وجوب الصلاة مقيدًا بالثياب أي: مشروطًا به، وذكر الثياب بناء على الغالب، وإلا فالشرط ستر العورة بأي ساتر كان من الجلد وغيره، والعورة من الرَّجل: ما بين السرة والركبة عند الشَّافعيّ وأَحمد، وفي رواية عن أَحْمد: الفرجان، وعند أبي حنيفة: الركبة من العورة دون السرة، ومن المرأة ما سوى الوجه والكفين والقدمين، وعند الشَّافعيّ ومالك: القدمان عورة، وعن أَحْمد في رواية كلها عورة إلَّا الوجه، والأمة مثل الرَّجل.
(ومن صلى ملتحفًا في ثوب واحد) هذا بعض الترجمة، وهو بعض حديث سيذكره مسندًا.
(ويذكر عن سلمة بن الأكوع) هو سلمة بن عمرو بن سنان، والأكوع لقب سنان الأسلمي المدنِيُّ، يكنى أَبا عامر، وقيل: أَبا إياس، سكن الربذة، ذو المناقب الوافرة، من شجعان الصَّحَابَة، سيأتي بعض أوصافه الحسنة في البُخَارِيّ إن شاء الله تعالى. ذكر حديثه معلقًا بصيغة التمريض لأن مدار حديثه هذا على موسى بن مُحَمَّد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْميّ، وهو منكر الحديث. قاله ابن القطَّان والبخاري وغيرهما، وكذلك نبه عليه