٧٤٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَقَامَ فَأَطَالَ
ــ
فإن قلت: قد غفر له ما تقدم وما تأخر، فلم يكن له ذنب يسأل مغفرته؟. قلت: الدعاء مخ العبادة، وأيضًا بحسب البشرية ربما يصدر منه خلاف الأولى {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}[التوبة: ٤٣]{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}[التحريم: ١] فيعد معظمًا بالنسبة إلى مقام قربه. وقوله:"باعد" ناظر إلى ما يتوهم في المستقبل، كما أن قوله:"نقني" ناظر إلى ما يتوهم من جانب الماضي لأن سؤال التنقية إنما يكون عند توهم سابقة تلوث.
(اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد) كلام على طريقة الاستعارة، تشبيهًا للخطايا بالدرن والوسخ، ولفظ الغسل تحيل، والماء والثلج والبرد ترشيح للاستعارة، وقد بالغ بذكر الترشيح من الأشياء الثلاثة؛ لأن إزالة الدرن تمكن بسائر المائعات، إلا أن الماء أقوى، والماء أيضًا أعم من أن يكون من الأرض أو من السماء؛ والذي من السماء أنقى وأصفى، وذاك أيضًا إما على صورة الماء أو بالقوة، كالثلج والبرد، وهذا أشد لطافة وكلما كان أشدّ تأثيرًا في التطهير زادنا الله اطلاعًا على أسرار كلام أفصح البشر، من أهل الوبر والمدر.
باب
كذا وقع من غير ترجمة، وقد أشرنا مرارًا أنه بوب أولًا، ثم ألحق التراجم، فربما لم يتفق له حديث يوافق وترك الباب لعله يظفر بالحديث، هذا وأكثر النسخ ليس فيه الباب موجودًا.
٧٤٥ - (ابن أبي مريم) اسمه سعيد (ابن أبي ملكية) -بضم الميم- على وزن المصغر عبد الله، وأبو مليكة كنيته، زهير بن عبد الله بن جدعان.
روى عن أسماء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلّى صلاة الكسوف وقد سلف الحديث مع شرحه في كتاب العلم في باب الفتيا بالإشارة، ونشير إلى بعض الألفاظ هنا.