عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ».
٥٣ - باب بَرَكَةِ صَاعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَمُدِّهِمْ
فِيهِ عَائِشَةُ - رضى الله عنها - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
٢١٢٩ - حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ الأَنْصَارِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا، مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لِمَكَّةَ».
ــ
يزيد الديلي (عن المقدام) بكسر الميم (كيلوا طعامكم يبارك لكم) وجه ذلك أنه إذا عرف مقداره يوزع على مقدار الأيام، ولا يسرف فيه.
فإن قلت: هذا معارض لحديث عائشة: كان عندي شطر شعير، فأكلت منه حتّى طال علي. فكلته ففني؟ قلت: فعل عائشة استبطاء لفراغه فجوزيت بفعلها.
قال بعض الشارحين. وجه التوفيق: إن البركة في الكيل عند البيع وعدمها عند النفقة وهذا غلط منه، وذهول عن ترجمة الباب، وقد أطنبوا بأشياء لا يعتد بها، والوجدان يشهد بأنّ الوجه ما أشرناه.
باب بركة صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومده
إضافة الصاع والمد إليه، إما لأنه عين مقدارهما؛ أو لأنه قررهما على ما كان، أو لأنه دعا فيهما بالبركة، وأمّا الإضافة إلى أهل المدينة في قوله:"اللهم بارك لهم" فلأنهم الذين يتعاملون بها.
٢١٢٩ - (وهيب) بضم الواو مصغر (عبّاد) بفتح العين وتشديد الباء (أنّ إبراهيم حرّم مكة) أي: أظهر حرمتها (دعا بها) لما تقدم من قوله: "إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض".
(ودعوت لها) أي: المدينة (في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة) وجه الشبه