أي: ما في علمه لا يبدل، وقوله:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[الرعد: ٣٩] إنما هو بالنظر إلى اللوح وعلم الملائكة، وقد روى الترمذي:"أول ما خلق الله القلم فقال له: أكتب ما كان وما يكون"({وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}[الجاثية: ٢٣]) في حق من يموت على الكفر لقوله بعده: {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ}[الجاثية: ٢٣] وغرض البخاري أن إضلاله إنما كان لما في علم الله في الأزل أن يكون، وله تفسيرنا آخر ذكرناه في "غاية الأماني".
(وقال ابن عباس: {وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون: ٦١] سبقت لهم السعادة) يشير إلى أن كونهم سابقين إلى الخيرات لازم لتلك السعادة التي في علم الله. كما قال:"كل ميسر لما خلق له".
٦٥٩٦ - (الرِّشك) بكسر الراء (مطرف) بضم الميم وتشديد الراء المكسورة (الشخير) بكسر الشين المعجمة وخاء كذلك مشددة (حصين) بضم الحاء مصغر (قال رجل: يا رسول الله أَيُعرَفُ أهل الجنة من أهل النار؟) بضم الياء على بناء المجهول، المراد من المعرفة: التمييز، أي: ممتازون في علم الله، فأجاب بأنهم ممتازون، وفي هذا إثبات القدر، فقال: إذا كانوا في علمه تعالى فلم كان العمل، وأيُّ فائدة له، وهذه مسألة القدر، لم يعلم أحد بسر القدر، لا نبي