٦٩١ - (حجاج بن منهال) بفتح الحاء وتشديد الجيم وكسر الميم (زياد) بكسر الزاي بعدها ياء (أما يخشى أحدكم) وفي بعضها: "أو لا يخشى"، وفي بعضها:"لا يخشى" وهذه النسخة بتقدير حرف الاستفهام (إذا رفع قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار) يحتمل أن يكون المراد الرفع في الركوع والسجود للإطلاق أما الرواية المقيدة بالسجود لا تنافي هذه لأن تخصيص الشيء بالذكر لا ينافي وجود الغير. غايته أنه أفرد السجود بالذكر لأنه أشق على الإنسان فيبادر برفع الرأس كما تراه من كثير من العوام. والذي يدل عليه ما رواه البزار مرفوعًا:"الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد الشيطان".
فإن قلت: ما وجه خصوصية الحمار؟ قلت: لأن ذلك الفعل ناشئ من الجهل بالسنة، والحمار معدن الجهل الذي به يضرب المثل في البلادة.
فإن قلت: هذا محمول على الحقيقة أو مجاز عن تبديل حاله وسلب العقل منه ليكون في معنى الحمار، وخص الرأس بالذكر لقول العرب: العقل في الرأس؟ قلت: محمول على الحقيقة لأنه أمر ممكن ولا نص بخلافه حتى يؤول ويصرف عن ظاهره، وأيضًا لو كان الغرض البلادة والجهل لم يكن لقوله:"أو لا يخشى أحدكم أن يجعل الله رأسه رأس حمار" وجه لأن البلادة حاصلة في الحال، وقوله:(أو صورته) الشك من شعبة، وما يقال من أن وجه المجاز بناء على أن المسخ لا يكون في هذه الأمة مردود بما رواه أبو داود والترمذي