للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩ - باب التَّحَنُّطِ عِنْدَ الْقِتَالِ

٢٨٤٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ وَذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهْوَ يَتَحَنَّطُ فَقَالَ يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لَا تَجِئَ قَالَ الآنَ يَا ابْنَ أَخِى. وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ، يَعْنِى مِنَ الْحَنُوطِ، ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ. رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.

ــ

باب التحنط عند القتال

التحنط: استعمال الحنوط وهو طيب أكفان الموتى.

٢٨٤٥ - (ابن عَوْن) بفتح العين وسكون الواو عبد الله.

(ذكر يوم اليمامة) أي: وقعة ذلك اليوم قال الجوهري: اليمامة اسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من ثلاثة أيام، وكانت في بلاد الجو، فسميت تلك البلاد باسم تلك الجارية، وهذه الواقعة كانت في خلافة الصديق، لما قتل مسيلمة الكذاب (أتى أنسٌ بن ثابتَ بن قيس) بنصب ثابت هذا خطيب الأنصار، وخطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قتل شهيدًا في ذلك اليوم فرآه رجل في المنام فقال له: إن رجلًا من المسلمين أخذ درعي وهي عنده في مكان كذا فوجدوا الدرع كما قال، وأوصى بعد موته إلى أبي بكر في أشياء فأمضى وصيته، وليس يذكر أحد أمضى وصية بعد موته غيره (وقد حسر عن فخذه) بالحاء المهملة وسين كذلك، أي كشف يحنطها (فقال) أي: أنس (يا عم ما يحبسك، ألا تجيء)؟ بالتخفيف، معناه العرض (ثم جاء فجلس) أي: أنس (فذكر انكشافًا من الناس) أي: انهزامًا من المسلمين.

(فقال هكذا عن وجوهنا حتَّى نضارب القوم) أنكر انكشاف المسلمين، وأن يكون القتال دفعًا عن الوجوه، بل كان ينبغي أن يُقْدِموا على العدو قبل وصوله كما كانوا يفعلونه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(بئس ما عودكم أقرانكم) أي: أعداؤكم جمع قرن بكسر القاف قال الجوهري: هو كفؤك في الشجاعة، وفي بعضها: عودتم أقرانكم والمعنى واحد (رواه حماد عن ثابت عن أنس) أي: من غير واسطة موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>