للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٤٠ - وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَىٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ).

١١ - باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «هَذَا الْمَالُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ»

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا). قَالَ عُمَرُ اللَّهُمَّ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ إِلَاّ أَنْ نَفْرَحَ بِمَا زَيَّنْتَهُ لَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ أَنْ أُنْفِقَهُ فِي حَقِّهِ.

ــ

٦٤٤٠ - (عن أنس عن أُبيٍّ: كنا نرى) بضم النون أي: نَظُن (أن هذا من القرآن حتى نزل: ({أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: ١]) يحتمل وجهين: أحدهما: أن السورة في معنى الحديث فلما نزلت عرفنا أن ذلك كان قرآنًا فإن السورة اشتملت على الزيادة عليه، وفي هذا الاستدلال نظر؛ لأن كثيرًا من الآيات في واقعة واحدة بعضها مشتمل على الزيادة. لا يقال: شرط النسخ المعارضة بين الحكمين. ولا تعارض هنا؛ لأن التعارض إنما يشترط في نسخ الحكم ودون نسخ التلاوة. فالوجه الأول أظهر؛ لأن زيارة القبور على معنى قوله: (لا يملأ جوف ابن آدم إلَّا التراب).

فإن قلت: ابن آدم يشتمل الأنبياء والزهاد. قلت: هم مخرجون بدليل آخر وأيضًا الحكم إنما هو على هذا الجنس بلا عموم فيه والله أعلم.

باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هذا المال حلوة خضِرة"

بكسر الضاد، وقد قدمنا في الباب قبله أنَّ التأنيث باعتبار الأنواع وصفة المشبهة المقدر وهي البقلة. استدل عليه بقوله تعالى: ({زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} [آل عمران: ١٤]) وموضع الدلالة قوله: ({وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}) وبقول عمر: (اللهم إنا لا نستطيع إلَّا أن نفرح بما زينته لنا). دلّ على أن الرّكون إلى الدنيا من لوازم النفس. ولذلك قال: "ازهد في الدنيا يحبك الله" وكان قطع الشهوات الجهاد الأكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>