فإن قلت: لم ينفرد ذلك مروان، فقد رواه الطبري عن ابن عباس قلت: مخالف للقرآن، وحديث عائشة، فلا يجوز القول به {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف: ٢٤] قال بعض الشارحين: فإن قلت: النكرة المعادة نكرة غير الأولى، وهنا القوم غير الأولى، وأجاب: بأن تلك القاعدة النحوية غير كلية، وفيه نظر، أما أولًا: فلأنا لا نسلم أن القوم ثانيًا هو الأول يدل على السياق؛ لأنه عبّر أولًا بالريح، وثانيًا بالعذاب، فقال:(عذب قوم بالريح، ورأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض) فلو كان القوم ثانيًا هم الأول لكان حق العبارة: فلما رأوه عارضًا بدون ذكر القوم، والظاهر أن القوم أولًا وثانيًا قوم هود، الأوائل منهم لعاد الأولى، والأواخر لعاد الثانية، ذكره في "الكشاف"، وإليه أشير بقوله:{عادا الأولى}[النجم: ٥٠]، وأما ثانيًا: فلأن تلك القاعدة لا تعلق لها بالنحو، فإن النحو إنما يبحث عما يلحق أواخر الكلمة إعرابًا وبناء، بل تلك القاعدة ذكرها أهل الأصول لتفريع الأحكام عليها من الإقرار.
سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -
الذين كفروا
({أَوْزَارَهَا}[محمد: ٤] آثامها) المشهور في تفسيرها: أثقالها وآلات الحرب فقيل: المراد أيام الأعداء، أو بالتوبة فيقدر مضاف إلى أهل الحرب، وقيل: نزول عيسى بن مريم، وهذا أوفق لقوله:(حتى لا يبقى إلا مسلم) لما في "البخاري""إن عيسى بعد نزوله لا يقبل إلا الإسلام"({أَضْغَانَهُمْ}[محمد: ٢٩] حسدهم) -جمع ضغن- وهو الحقد والعداوة ({آسِنٍ}[محمد: ١٥] متغير) -بالمد والقصر- قراءتان.