للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥ - باب الدُّعَاءِ عِنْدَ الْخَلَاءِ

٦٣٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ». طرفه ١٤٢

ــ

رحمته لأنه وقت الاستراحة، وأمَّا في الصيف فلقصر الليالي واستغراق الإنسان في النوم، وأمَّا في الشتاء فللرد والتشديد واستيلاء الكسل على أكثر النفوس. فالقائم للعبادة في ذلك الوقت من يكون خالص النية راغبًا فيما عند الله على أنَّ الوقف خال عن الشواغل والحواس مكفوفة وقيل: أراد نزول ملك من الملائكة، والوجه هو الأول.

فإن قلت: ترجم على النصف والمذكور في الحديث الثلث؟ قلت: أجاب بعضهم بأن المرُاد بقوله: (حين يبقى ثلث الليل) معناه قبل ثلث الليل، وهذا شيء لا يدل عليه اللفظ، بل الجواب كما ذكرنا آنفًا أن دأبه أنه يترجم على ما له أصل، وإن لم يكن على شرطه، وقد روى مسلم: "إذا مضى شطر من الليل"، والشطر هو النصف وبه استدل الشافعي على أن أكثر الحيض خمس عشر يومًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تقعد إحداكن شطر الدهر لا تصلي". وفي رواية الدارقطني، والإمام أحمد لفظ النصف، وقيل: أخذه من الآية الكريمة: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} [المزمل: ٢، ٣] وهذا لا دلالة فيه على المراد كما ترى.

باب الدعاء عند الخلاء

٦٣٢٢ - بفتح الخاء والمدِّ: الموضع الخالي أريد به موضع قضاء الحاجة فإن الخلو لازم له عرفًا (عرعرة) بالعين والراء المكرَّرتين (صُهيب) بضم الصاد مصغر (اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُث) -بضم الخاء والباء- جمع خبيث (والخبائث) جمع خبيثة يريد ذُكران الجن وإناثها، وعن محيي السنة أن الخبث: الكفر، والخبائث: الشياطين ولا يخفى بُعده عن المقام، وروى ابن ماجه: "إن هذه الحشوش محتضره فإذا أتى أحدكم فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث" وأراد بالمختصرة أنها تحضرها الشياطين وذؤيته

<<  <  ج: ص:  >  >>