ولا ملك، فعليك بالعمل، ودع عنك العلل، وأحسن الظن، وتوكل على الله.
باب الله أعلم بما كانوا عاملين
٦٥٩٧ - ٦٥٩٨ - (بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (غندر) بضم الغين وفتح الدال (عن أبي بشر) -بكسر الموحدة وشين معجمة- اسمه جعفر (بكير) بضم الباء مصغر (سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين).
قال النووي: في أولاد المشركين ثلاثة مذاهب:
قيل: هم من أهل النار؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث لما سئل:"هم من آبائهم".
وقيل: بالتوقف لحديث الباب: "الله أعلم بما كانوا عاملين".
والصواب أنهم من أهل الجنة لما في البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى إبراهيم عليه السلام في الجنة وحوله أولاد الناس، وسئل: وأولاد المشركين؟ قال:"وأولاد المشركين". وأقول: قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء: ١٥] دليل عليه أيضًا، كيف وإذا كان البالغ الذي لم تبلغه الدعوة -ولو عاش دهرًا- من أهل الجنة فالطفل الذي لا شعور له من باب الأولى فإن قلت: فما الجواب عن حديث الباب قلت: لم يكن عالمًا حينئذٍ فوكل العلم إليه تعالى ثم أعلمه الله أنهم من أهل الجنة.