الشارحين: آخر سورة نزلت خاتمة سورة النساء، فأشكل عليه، وبنى على ذلك أوهامًا لا يجوز ذكرها.
وفد تميم
٤٣٦٥ - قال ابن إسحاق: وكان ذلك سنة تسع بعد مرجعه من تبوك، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة، وكانت العرب تتربص مع قريش، فلما ظهر عليهم وأسلموا تتابعت القبائل على الإِسلام كما قال الله تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}[النصر: ١، ٢] وتميم قبيلة عظيمة، أولاد تميم بن مرة بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قال ابن إسحاق: وفدوا وهم على شركهم فنادوه: يا محمَّد أخرج إلينا وفيهم نزل: {إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}[الحجرات: ٤] فلم خرج إليهم قالوا: جئناك نفاخرك، فائذن لشاعرنا وخطيبنا، قال: أذنت، فقام خطيبهم ثمَّ شاعرهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس: أحب خطيبهم، ولحسّان أحب شاعرهم. فلما سمعوا خطبة ثابت وشعر حسَّان قالوا: خطيبك أخطب من خطيبنا، وشاعرك أشعر من شاعرنا فأسلموا.
هذا وما رواه البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنفر من تميم:"أبشروا"، لم يكن ذلك حين الوفود بل هذا من استدلاله بالخفي ليتفحص عن أصله، والذي يدل على ذلك أن في تلك الرواية لما قال:"أبشروا يا بني تميم" قالوا: أكثرت علينا من قولك البشرى، أعطنا، وهذا يدلُّ على تقدم وفودهم وتكرر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبشروا".
غزوة عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري
وفزارة حي من غطفان، قال ابن عبد البر: شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح مكة مسلمًا،