يقولون: صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر) هذا ونقل ابن هشام أن القوم أخذوا السلاح للقتال قال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا، فلم يضعوا السلاح، فلا يمكن منهم عرضهم على السيف، لكن نُقِل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسل عليًّا بمالٍ جزيل أدى دية كل قبيلة، وفضل شيءٌ من المال أعطاهم أيضًا وقسمه فيهم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أصبت وأحسنت (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) إذا كان الواجب التأني والتأمل لكن مجتهدًا أخطأ.
سرية عبد الله بن حذافة وعلقمة بن مجزز المدلجي
قال ابن هشام: سئل علقمة بن مجزز -بضم الميم وفتح الجيم وكسر الزاي المعجمة المشددة آخره معجمة مخففة- هذا هو الذي قال في زيد وأسامة: هذه الأقدام بعضها من بعض، فمن قال بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء المهملة فتح وكسر فقد أخطأ، يوم ذي قرد لما قتل أخوه، سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرسله في آثار القوم لعل أن يدرك ثأر أخيه فلما كان بعض الطريق استعمل على طائفة من الجيش عبد الله بن حذافة فهذا يدل على أن عبد الله بن حذافة وأما قول البخاري: رجل من الأنصار هذا لا يكاد يصح فإن عبد الله بن حذافة سهمي قرشي وعلقمة مدلجي والحمل على أنَّه نصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحملة، ولذلك قيل فيه: الأنصاري بعيد غيره متعارف الأقرب أن [يقال]: كانت أمه من الأنصار أو إحدى جداته، كما قالت الأنصار في العباس: ابن أختنا لأنَّ سلمى بنت عمرو كانت زوجة هاشم.