للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِى أَبُو بُرْدَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الأَمَةُ فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تَعْلِيمَهَا، وَيُؤَدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا، ثُمَّ يُعْتِقُهَا فَيَتَزَوَّجُهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِى كَانَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالْعَبْدُ الَّذِى يُؤَدِّى حَقَّ اللَّهِ وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ». ثُمَّ قَالَ الشَّعْبِىُّ وَأَعْطَيْتُكَهَا بِغَيْرِ شَىْءٍ وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِي أَهْوَنَ مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ. طرفه ٩٧

١٤٦ - باب أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ الْوِلْدَانُ وَالذَّرَارِىُّ

(بَيَاتًا) لَيْلاً (لَنُبَيِّتَنَّهُ) لَيْلاً، يُبَيِّتُ لَيْلاً.

ــ

الكوفي (أبو بردة) عامر بن أبي موسى (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين) أي: يُضَاعف لهم الأجر في كل طاعة عملوها, لِتَضَاعُفِ علة الاستحقاق، وذلك ظاهر (إلا في قول الرجل يكون له الأمة فيعلمها) أي: أمور الدّين (وُيْحِسن تعليمها) لتقع طاعتها على الوجه المشروع، علة الاستحقاق (ويؤدبها فيحسن أدبها) ما يتعلق بالأخلاق، وذكر في التعليم الواو وهنا الفاء تفسيرًا، وكلاهما له وجه ثم يعتقها فيتزوجها.

فإن قيل: هذا يقتضي أن يكون له أربعة أجور؟ والجواب: أنه جعل التأديب من توابع التعليم، والتزوج من توابع العتق، أو بالعكس، والمراد من المؤمن الذي آمن بنبيه، وآمن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أدرك زمانه وقد آمن بنبيه حين كان شَرْعُ نبيه غير منسوخ، كذا قالوا، وعندي أن من بلغه الدّعوة اليوم وآمن بلا توقف داخل في زمرتهم (قال الشعبي: أعطيتكما بغير شيء وقد كان يرحل في أهون منها إلى المدينة) قال هذا الكلام وهو بالكوفة، وليس غرضه أخذ الشيء في مقابلته، بل حثُّ المخاطب على الاهتمام به، واغتنامه العلم على وجه السهولة.

باب أهل الدّار يُبيتون فيصاب الوالدان والذراري

يبيتون على بناء المفعول، والتبييت، قال ابن الأثير: هو أن يقصد العدو بغتة من غير أن يعلم، قلت: مأخذه البيات فإن أكثر ما يقع بالليل؛ لأنه وقت النوم والغفلة، أراد بالذراري ما يعمُّ النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>