الناس فأكون أول من تنشق عنه الأرض" وهذا أوهم، وكلا القولين صحيح؛ لأن الصعق يطلق على الموت وعلى الغشي، فالمراد هو به في قوله: يصعق الناس فأنا أولُ مَنْ تنشق عنه الأرض، الموت، وأما في هذا الحديث فالمراد به الغشي، بدليل الإفاقة فإنها تكون من الغشي، ولذلك صَحَّ استثناء موسى؛ إذ لو كان من الموت لم يصحَّ، وأيضًا يوم القيامة ظرف ليُصْعَقُون، ولا موت حينئذٍ قطعًا.
٣٣٩٩ - (مَعْمَر) بفتح الميمين وعين ساكنة (هَمّام) بتشديد الميم وفتح الهاء (لولا بنو إسرائيل لم يَخْنَزِ اللحمُ) -بالخاء والزاي المعجمتين- أي: لم ينتن، قد أشرنا إلى أن هذا كان حين ادَّخروا لحم السماني في التيه (ولولا حواء لم تَخُنْ أنثى) قيل: خيانتها أنها دعت آدمَ إلى أكل الشجرة، وقد قدمنا أنها أكلت حَبَّتَين وناولَتْ آدمَ حبةً، وهذا هو الظاهر من لفظ الخيانة.
(القمل الحُمْنَان) -بضم الحاء وسكون الميم وتخفيف النون- جمع حمانة، كذلك قال الجوهري: هي القراد، ثم نقل عن الأصمعي أن الصغيرة جدًّا هي القمقامة، وفوقها حمنانة، وفوقها قراد، وفوق القراد حَلَمَة (كل من ندم فقد سقط في يده) السقوطُ في اليد كنايةٌ عن الندم، قال صاحب "الكشاف": لأنه يعض يده غمًّا فتكون يده مسقوطًا فيها، لأن فاه قد سقط في يده.