يروي عن كل واحد منهما، فقوله: ليس بالنهدي تمييز بين الشخصين (أن رجلًا أصاب من امرأة قبلة) هذا الرجل هو أبو اليَسَرِ -بفتح الياء والسين- واسمه كعب، أنصاري بدري، وهو الذي أسر عباس بن عبد المطلب، وكان قصيرَ القامة، والعبّاس في غاية الطول، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أعانك عليه ملك كريم". وقصَّته أنّ امرأة جاءت إليه تشتري منه تمرًا، فقال: عندي في البيت أحسن منه؛ فذهبت معه إلى البيت، فلما دخلت البيت ضمَّها إلى نفسه وقبلها. {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: ١١٤] فقال الرجل: أَلي خاصة؟ قال: لجميع أمتي كلِّهم) وذلك أنّ العبرة بعموم اللفظ؛ لا بخصوص السبب.
فإن قيل: ما المراد بالسيئات؟ قلت: قيل: المراد الصغائر، وعندي أنّه عام، غايته أن الكبائر تذهب بالتوبة، ولا شك أن التوبة من أصل الحسنات فيدخل فيها، ولا كبيرة مع التوبة.
فإن قلت: حق الغير لا يسقط بالتوبة. قلت: لا نسلم، غايته أن التوبة عن المظالم لا تكون إلا بالرّد أو الاستحلال.
باب فضل الصَّلاة لوقتها
٥٢٧ - (قال الوليد بن العيزار) بفتح العين وسكون الياء، بعدها زاي معجمة آخره راء