للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) قَالَ حَتَّى ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ وَضَعُفَ الشَّيْخُ عَلَى نَقْلِ الْحِجَارَةِ، فَقَامَ عَلَى حَجَرِ الْمَقَامِ، فَجَعَلَ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). طرفه ٢٣٦٨

١١ - بابٌ

٣٣٦٦ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِىُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ - رضى الله عنه - قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَىُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ قَالَ «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ». قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ قَالَ «الْمَسْجِدُ الأَقْصَى». قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا قَالَ «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ». طرفه ٣٤٢٥

ــ

٣٣٦٦ - (أيُّ مسجد وُضع أوَّل؟) مبنيٌّ على الضم؛ لأنه ظرف مقطوع عن الإضافة، كقبلُ وبعدُ (قال: المسجد الحرام) أراد به نفس المسجد، لا الكعبة الشريفة (قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة).

فإن قلت: المسجد الحرام بناه إبراهيم، والمسجد الأقصى سليمان، وبين إبراهيم وسليمان مدَّةً متطاولة؟ قلت: الذي بناه إبراهيم هي الكعبة، وأما المسجد الحرام بناه آدم، وبعد بناؤهه أُمِرَ بالذهاب إلى البيت المقدس، فذهب فبنى المسجد الأقصى، وأما بناء سليمان كان أمرًا خارقًا للعادة، ذكروا في تاريخ بيت المقدس الشريف: أن سليمان بنى قُبَّةً على الصخرة، طولها ستون ميلًا، لبنةٌ من ذهب، ولبنةٌ من فضة، وأمر الجنَّ فأخرجوا له من البحار والمعادن جواهرَ مضيئة، فزيَّن بها محرابه، قالوا: فكانت الشمس إذا طلعت يقع ظلُّ القُبَّة إلى مسافة يومين وأكثر، وقيل: المراد بالمسجد الحرام الكعبة الشريفة، وقد بناهما آدم، وبين البناءين أربعون سنة، والأول أظهر.

(ثم أينما أدركتك الصلاة فصلِّه، فإن الفضل فيه) أي: في الوقت، فإنه رضوانًا لله، ولا شيء فوق رضوان الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>