قال ابن الأثير: العقيقة اسم للذبيحة عند الولادة من العق وهو: الشق؛ لأنها يُشَقُّ حلقها، ويُطلق على الشعر الذي ولد معه الطفل مجازًا، وقال: وجعل بعضهم حقيقة في الشعر، مجازًا في غيره، واتفق العلماء على أنَّه ندب، وفي الغلام شاتان وفي الجارية شاة واحدة في اليوم السابع.
فإن قلت: جاء في الحديث أنَّه سئل عن العقيقة فقال: "لا أحب العقوق" رواه مالك في "الموطأ"؟ قلت: كره هذا اللفظ الدال على العقوق كما كان يكره بعض الأسامي الدّالة على معنى غير حسن، وكم اسم غير لذلك، ونقل من أبي حنيفة أنها بدعة كأنه حمل اللفظ على ظاهره.
باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق وتحنيكه
بالجر عطف على تسمية المولود، وهو مصدر حنك. قال ابن الأثير: ويروى بالتخفيف. وحقيقة التحنيك: أن يمضغ التمر ويدلك مع ريقه على حنك الطفل ليشتد وليكون أول ما يدخل بطنه الحلو الذي جعل من ثمرةِ شجرةٍ مثلها مثل المؤمن، فإن لم يوجد التمر فأي حلوٍ كان وعسل النحل أولى.
فإن قلت: لِم قيد بقوله لمن لم يعق؟ قلت: لأنَّ من أراد أن يحق يؤخره إلى اليوم السابع لما روى الحاكم عن عائشة أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - عق عن الحسن والحسين في اليوم السابع، وسماهما.
٥٤٦٧ - ٥٤٦٨ - (بريد) ابن عبد الله (عن أبي بردة) بريد مصغر برد، وأبو بردة بضم