أسرار هذه المسألة فعليه بكتاب "الإحياء" يجد فيه بغيته.
قال بعض الشارحين: فإن قلت: لم لا يحمل على حقيقته بأن يكون معناه جاعل القلب قلبًا؟ قلت: لأن مظان استعماله ينبو عنه وهذا الذي قاله غلطٌ من وجهين:
الأول: إن معنى التقليب ليس إلا تحويل الشيء من حال. قال الجوهري: قلبت الشيء فتقلب ظهرًا لبطن، وقال صاحب "الكشاف" في قوله تعالى: {وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ}[التوبة: ٤٨]: دبروا لك الحيل ودوَّروا الآراء.
الثاني: أنه لو سلم أن معنى قوله: "مقلب القلوب" جاعل القلب قلبًا لم يكن حقيقة؛ لأن حين تعلق الفعل به لم يكن قلبًا، فهو مجاز باعتبار المآل كما قالوا في قتلت قتيلًا.
باب إن لله مئة اسم إلا واحدًا
(قال ابن عباس: {ذُو الْجَلَالِ}[الرحمن: ٢٧] العظمة) عظمة الله عبارة عن تعاليه عن أن تحيط به يد الأفكار، أو يناله درك الأبصار. قال ابن عباس:{الْبَرُّ}[الطور: ٢٨] اللطيف) هذا نقله عن ابن عباس، والظاهر أنه قاله في تفسير قوله تعالى:{هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}[الطور: ٢٨] وإلا فالبر واللطيف اسمان من هذه الأسماء.
٧٣٩٢ - (تسعة وتسعين اسمًا مئة إلا واحدًا) بدل على تسعة وتسعين وفائدته دفع التباس تسعة وتسعين (من أحصاها دخل الجنة {أَحْصَيْنَاهُ}[يس: ١٢]: حفظناه) يشير إلى