فإن قلت: النذر نوع من الصدقة والبر فلم كان مذمومًا؟ قلت: لأنه نوع من الإقدام على إيجاب ما لم يجب، وربما عجز عنه، وربما تبقى ذمته مشغولة.
باب لا حول ولا قوة إلا بالله
٦٦١٠ - (مقاتل) بكسر التاء (خالد الحذاء) -بفتح الحاء وتشديد الدال المعجمة- روى في الباب حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له:(ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله) قد سلف الحديث في غزوة خيبر، وقد أشرنا هناك إلى أن هذا باعتبار الثواب، وأن ثوابها في الشرف والكمال لشبه أموال الكنوز، فإنه لا يكنز إلا المال الفاخر، أو أن ثوابه لا يعلم قدس إلا الله، كما أن الكنز لا يطلع عليه غير من كنزه.
(لا نصعد شرفًا) أي: مكانًا مرتفعًا (أربعوا على أنفسكم) أي: ارفعوا بها بهمزة الوصل وفتح الباء، من ربع إذا وقف وكف.
فإن قلت: كيف دل الحديث على القدرة؟ قلت: من حيث أن لا حركة ولا سكون إلا بقدر الله.