٥٥٧٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ».
ــ
باب الأشربة
وقول الله عز وجلّ:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ}[المائدة: ٩٠].
الأنصاب -بفتح الهمزة جمع نُصب بضم النون-: الأحجار التي كانت منصوبة ويطلق على الصنم، والأزلام- جمع زلم، كأفراس في فرس- الأقداح التي كانوا يستقسمون بها.
ودلالة الآية على حرمة الأشياء المذكورة ظاهر من وجوه.
واختلف العلماء في حقيقة الخمر بعد اتفاقهم على أن كل مسكر حرام، قال أبو حنيفة: اسم الخمر خاص بماء العنب إذا اشتد وغلا، وقال غيره من الأئمة: كل مسكر حرام، كما دلّ عليه ما رواه البخاري ومسلم من الأحاديث، ويُحدُّ عندهم بشرب القليل والكثير من كل مسكر. وعنده الحكم كذلك في الخمر وغيره إذا أسكر.
٥٥٧٥ - (من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة) -بضم الحاء وتخفيف الراء، على بناء المجهول- أي: جُعل محرومًا.
فإن قلت: كيف يصحُّ هذا مع قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ}[فصلت: ٣١] قلت: أجابوا بأنه يُسلب شهوة الخمر كالعِّنين في النكاح، وهذه عقوبة شديدة حيث سلب شهوة أفخر أشربة الجنة، وقيل: جزاؤه ذلك إلَّا أن يعفو الله كما في سائر الكبائر.