١٤٢١ - (أبو اليمان) -بتخفيف النون- الحكم بن نافع (أبو الزناد) -بكسر الزاي بعدها نون- عبد الله بن ذكوان (قال رجل: لأتصدقن) جواب قسم مقدر، وفي رواية أحمد: أن هذا الرجل كان من بني إسرائيل (فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق) ظنه فقيرًا؛ لأنّه تصدق به ليلًا لئلا يكون رياء؛ بدليل قوله:(فأصبحوا يتحدثون، فقال: لك الحمد) أي: على كل حال؛ فإن أفعالك كلها جميلة، وإن خفي على اللبيب الفطن، وقيل: إنما حمد وقدم الجار ليفيد الاختصاص؛ أي: لك الحمد على الزانية، لا لي حيث كانت الصدقة عليها بإرادتك لا بإرادتي، وهذا مع ركاكته نوع من الوعظ جار في جميع أفعاله تعالى؛ فإنه ما أراد هو الواقع في نفس الأمر، وليس لما قاله تعلق بالمقام؛ لأنّ غرض القائل المتصدق هو التأسف على عدم وقوع ما قصده من الفقراء والمساكين ولذلك أزال الله الغم عن قلبه بأن ما قصدت وإن كان ظاهره خيرًا فإن وقوعه في يد الغني والسارق والزانية أبلغ في باب الخير، فلا تحزن، وذلك ظاهر من لفظ الحديث، ونظير هذا قول أمّ مريم:{رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى}[آل عمران: ٣٦] فإنها أظهرت الحزن على خلاف رجائها، ويظهر لك من هذا التقرير أن ما قيل إنما حمد على عدم وقوع صدقته على أسوأ من الغني والسارق