للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥ - باب ظُهُورِ الْفِتَنِ

٧٠٦١ - حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّمَ هُوَ. قَالَ «الْقَتْلُ الْقَتْلُ». وَقَالَ شُعَيْبٌ وَيُونُسُ وَاللَّيْثُ وَابْنُ أَخِى الزُّهْرِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. طرفه ٨٥

ــ

باب ظهور الفتن

٧٠٦١ - (عياش) بفتح العين وتشديد المثناة تحت آخره شين معجمة (معمر) بفتح الميمين وعين ساكنة (يتقارب الزمان) أي: عند قرب الساعة لأن المذكور في الباب أشراط الساعة، وقيل: تقارب أهل الزمان في الفساد، وقيل: كناية عن طيب النفس فإن أيام السرور قِصَار كما جاء في حديث المهدي: "تكون السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع" وليس بملائم المقام، والصواب أنه أشار إلى ارتفاع البركة من كل الشيء حتى الزمان الذي من طلوع الشمس، لأن الغروب من غير تفاوت بالتقدم والتأخر (ويُلقى الشح) قال ابن الأثير قال الحميدي: لم يضبط الرواة هذه الحروف، ويحتمل أن يكون بتشديد القاف، والمعنى يدعى إلى الشح ويُتواصى به، كما في قوله تعالى: {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: ٨٠] قالوا: ولو قرئ بالفاء حتى يكون معناه يوجد الشح لم يكن له معنى؛ لأن الشح لم يزل موجودًا. ولو قرئ بالقاف مخففة، أي: يترك الشح لم يصح وهو ظاهر.

وأنا أقول: الذي وقفنا عليه يلفى بالفاء والمعنى: يوجد كثيرًا، فلا يقدح في هذا ما كان موجودًا في الجملة. وهذا متعارف، يقال: وجد الشيء الفلاني أي: كَثُر وشاع (أَيّم) بفتح الهمزة وتشديد الياء وحذف الألف من ما الذي بمعنى شيء أي: شيء هو، ويروى بإثبات الألف من ما، ويروى بتخفيف الياء، كقولهم: أيس مخففًا، أي: من أي شيء (القتل) فسَّرَ الهرج بالقتل، وهو في الأصل الكثرة والاتساع، وأكثر ما يقال بمعنى الاختلاط، وقوله فيما بعد: "بلغة الحبشة القتل" صريح في أنه لم يكن عندهم بهذا المعنى، ولذلك التبس عليهم، وإشارته باليد قرينة المجاز.

<<  <  ج: ص:  >  >>