٣٨٦٢ - (عن إسماعيل بن قيس: قال سعيد بن زيد: والله لقد رأيتُني وإن عمر لموثقي على الإسلام) قال بعض الشارحين: في معنى هذا الكلام، حاصله: أن المخالفين في الدين كانوا يرغبون المسلمين في الخير، وذاك أن عمر بن الخطاب مع كونه على دين قومه كان يثني على الإسلام. وهذا الذي قاله غلط؛ فإن أهل السير متفقون على شدة بلائه على المسلمين، وضربه هذا، وشج رأس أخته التي كانت عند سعيد معروف مشهور، والصواب: أن غرض زيد أن ما فعل بنا عمر في كفره، لم يبلغ ما فعلتم بعثمان، وأنتم مسلمون (ولو أن أُحُدًا ارْفَضَّ للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقًا) أي: لازمًا عليه، من حققت الشيء إذا لزمته (ارفض) ويروى انقض بالقاف، والمعنى واحد، أي: زال عن مكانه.
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تقدم في مناقبه رفع نسبه إلى كعب بن لؤي قال ابن إسحاق: توشح سيفًا يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا غير، فلقيه رجل وهو نعيم بن عبد الله، فقال: أين تريد يا عمر؟ فقال: أريد محمدًا هذا الصابئ الذي فرق القوم عن دين الآباء وسفه الأحلام، فقال: أختك وختنك سعيد بن زيد على دينه فرجع إليهما عمر وأوقع فيهما ضربًا وشج رأس أخته ثم رق لها ووقع الإسلام في قلبه ثم دعا بما كانوا يقرؤون من أول سورة طه، فقالت أخته: أنت مشرك نجس، وهذا كلام الله لا يمسه إلا المطهرون، فاغتسل وتأمل أول سورة طه، قال: وما أحسن هذا الكلام فتوجه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في دار عند الصفا، فلما رآه بعض الناس يدق على الباب متوشحًا، فقال: يا رسول الله، هذا عمر بن الخطاب على الباب متوشح سيفه، فقال حمزة: دعوه يدخل فإن جاء لخير فذاك وإلا قتلنا بسيفه الذي معه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "افتحوا له" وتقدم إليه وأخذ بردائه وجذبه جذبةً شديدة، وقال:"ما لك يا ابن الخطاب تأتيني حتى ينزل الله عليك قارعة" قال: يا