فَجَلَسْتُ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِهِ فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ أَمَا إِنِّى أَخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ، وَلَكِنَّهُ يَمْنَعُنِى مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. طرفه ٦٨
ــ
أو صفةً واسمًا تعالى وتقدس من كل وجه.
وقد اختلفوا في معنى الإحصاء اختلافًا شديدًا، والذي يعتمد عليه رواية البخاري أن المراد حفظها سواء فهم معناه أو لم يفهم، وهذا العدد ثابت مرفوع بلا خلاف وأما تعيينها فالصحيح أنه مدرج من الراوي، قيل: مجموعها يؤخذ من القرآن والحديث.
قلت: ولا كل ما يؤخذ في القرآن والحديث داخل فيها كالحفي فإنه موجود في القرآن والوتر فإنه موجود في الحديث. والذي يظهر بالتأمل الصادق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجملها ليدعى بسائر الأسماء كإبهام ليلة القدر، وساعة [الجمعة] يؤيِّده ما رواه ابن مسعود من دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم إني أسألك بكل اسم سمَّيت به نفسك".
باب الموعظة ساعة ساعة
روى في الباب حديث عبد الله بن مسعود:
٦٤١١ - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتخوَّلنا في الأيام كراهية السآمة علينا) بالخاء المعجمة يتعاهدنا. أي: يحفظ أخوالنا، قال ابن الأثير: فلان خائل ماله، أي: حافظه ومصلحه كذا رواية البخاري عن أبي عمرو أن الصواب الحاء المهملة، أي: يطلب لنا الحال الذي لنا فيه نشاط، وكان الأصمعي يرويها "يتخوننا" بالخاء المعجمة من التخون، وهو التعاهد والمحافظة. والمعاني متقاربة. (يزيد بن معاوية) الكوفي النخعي (أما إني أخبر بمكانكم) -بتخفيف الميم- حرف تنبيه، وأُخبر بضم الهمزة على بناء المجهول. أي: أعلم بوجود كم على الباب، وإنما يمنعني من الخروج كراهية السآم عليكم.