(أن اليهود جاؤوا برجلٍ وامرأة قد زنيا) إنما جاؤوا إليه لأنهما كانا من أشراف القوم، وكان الحُكم في التوراة الرجم، فقالوا: عسى أن يكون عند محمد الحكم دون الرجم (نُحمِّمُهمَا) بضم النون وتشديد الميم أي: نسود وجههما (فرأيت صاحبها يجنأ عليها) وفي رواية: يجانئ بضم الياء بالجيم آخره همزة من جنأ إذا مال، ويروى بالحاء وصاحبها الزاني بها.
باب قوله:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}[آل عمران: ١١٠]
قيل: المراد بها الصحابة، وقيل: المهاجرون، وقيل: نزلت في بني سلمة من الخزرج، وبني حارثة من الأوس، والحق: أنها عامة في هذه الأمة وإن بيان سبب النزول خاصًّا؛ لما روى الترمذي وابن ماجة والدارمي عن بهز بن حكيم أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في تفسير هذه الآية:"أنتم تَتِمُّون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها عند الله" وفي رواية الإمام أحمد عن علي بن أبي طالب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جعلت أمتي خير الأمم".