(حصان رزان ما تُزنُّ بريبةٍ ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل)
يمدح بهذا البيت عائشة، وقبله أبيات، ذكرنا منها بيتين قبل هذا أول الباب.
والحصان: بفتح الحاء: العفيفة. والرزان بفتح المهملة بعدها معجمة: ذات وقار، ما تزن -بضم التاء وزاي معجمة وتشديد النون- أي: تتهم، يقال: زنه، يزنه، وأزنه بمعنى، وغرثى فعلى، الغرث بالزاي المعجمة: وهو الجوع. كنى به عن عدم الغيبة؛ لقوله تعالى في المغتاب:{يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا}[الحجرات: ١٢]. وقول عائشة:(لكن لست كذلك) إشارة إلى أنه خاض في حديث الإفك. وأما قول مسروق في حسان أنه الذي تولى كبره فليس بشيء؛ لأن ذلك ابن سلول كما تقدم، والله أعلم وأحكم.
قد سلف أن الحديبية، بضم الحاء وفتح الدال وتخفيف الباء وقد تشدد الياء: اسم بئر، وكانت هناك قرية بينها وبين مكة مرحلة، بعضها حرم وبعضها حِلّ. وهذه لم تكن غزوة، بل خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ونادى في الأعراب أنه يزور بيت الله معتمرًا، لا يقصد قتالًا، وإنما نادى في الأعراب ليجتمع معه جيش يخاف معرة المشركين.