باب قوله تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: ١٧]
المراد بالذكر ذكر القلب وهو الاتعاظ. قال صاحب "الكشاف": أي شحنا بالمواعظ الشافية وصرفنا فيه من الوعد والوعيد فهل من متعظ؟ أو: ولقد سهلناه للحفظ وأعَنّا عليه من أراد حفظه فهل من مدكر؟ أي من طالب لأن سائر الكتب السماوية لم تكن تحفظ كالقرآن وهذا موافق لما رواه عن مطر الوراق.
٧٥٥١ - (أبو معمر) بفتح الميمين وسكون العين (مطرف) بكسر الراء المشددة (فيما يعمل العاملون) رواه مختصرًا، وقد سلف مطولًا في كتاب القدر "أن رجلًا قال: يا رسول الله: أتعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قال فيم يعمل العاملون؟ قال: كل ميسر لما خلق له" والتحقيق أن هنا أمرين متدافعين ظاهرًا الأول: أن ما في علمه تعالى لا يبدل. الثاني: أمره المؤمن والكافر بالإيمان، والله يدعو إلى دار السلام أي كل أحد، ولكن الله تعالى جعل امتثال أوامره علامة أهل الجنة، وهذا معنى قوله:(كل ميسر لما خلق له) قال الشاعر:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري اليبس